الطاقة والمياه في ع...
 
Notifications
Clear all

الطاقة والمياه في عمليات تنظيف المساجد

1 Posts
1 Users
0 Reactions
1 Views
(@roknnagd)
Estimable Member
Joined: 9 months ago
Posts: 35
Topic starter  

الطاقة والمياه في عمليات تنظيف المساجد: دراسة استهلاكية مقارنة بين المدينتين

في ظل التحديات البيئية والاقتصادية المعاصرة، لم يعد تنظيف بيوت الله يُقاس فقط بمدى نظافة السجاد أو لمعان الرخام، بل أصبح يُقاس أيضًا بكفاءة استخدام الموارد الحيوية مثل المياه والطاقة. فالمسلم الذي يخدم المسجد اليوم مطالب بأن يُنظّف بإتقان، دون إسراف—تماشيًا مع قول الله تعالى: «وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»، وقول النبي ﷺ: «اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة، واتّقوا النار ولو برشّة ماء».

 

في مدينتي الرياض والدمام، تختلف طبيعة الاستهلاك في عمليات التنظيف بسبب اختلاف المناخ، البنية التحتية، ونوعية الخدمات المقدمة. فبينما تُعاني الرياض من شح المياه وارتفاع تكاليف الطاقة في فصل الصيف، تواجه الدمام تحديات الرطوبة العالية التي تتطلب تشغيل معدات تعقيم لفترات أطول. ومن هنا، تبرز الحاجة إلى دراسة مقارنة لفهم أنماط الاستهلاك وتحسين الكفاءة.

 

استهلاك المياه: بين البخار الجاف والتنظيف الرطب

المياه تُعدّ العنصر الأهم في تنظيف المساجد، خاصة في غسيل السجاد ومرافق الوضوء. لكن الاستخدام العشوائي قد يؤدي إلى هدر كبير، خاصة في المدن التي تعاني من شح الموارد.

 
  • في الرياض، حيث المياه مورد نادر، تعتمد الشركات الرائدة على تقنية البخار الجاف التي تقلل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 70% مقارنةً بالطرق التقليدية. كما تُستخدم ماكينات البخار الإيطالية عالية الضغط التي تنظف السجاد بكمية ماء محدودة جدًّا، دون رطوبة زائدة تُشكّل إشكالًا فقهيًّا أو صحيًّا.

     

    وفي هذا السياق، تُظهر خدمة تنظيف موكيت مساجد بالرياض التزامًا واضحًا بترشيد المياه، إذ:

    • تستخدم منظفات لطيفة لا تتطلب شطفًا مكثفًا.
    • تُدرّب فرقها على إغلاق الصنابير فور الانتهاء.
    • تُقدّم نصائح لإدارة المسجد حول إعادة استخدام مياه غسيل الساحات في الري (عند الإمكان).
  • أما في الدمام، فإن المناخ الساحلي يسمح باستخدام كميات أكبر من المياه، لكنه يفرض تحديًا مختلفًا: الرطوبة الزائدة بعد التنظيف. لذلك، تعتمد الشركات على تقنية التنظيف بالرغوة الجافة التي لا تستخدم مياه كثيرة، وتسمح باستخدام المسجد بعد 3 ساعات فقط.

     

    وهنا، تُبرز خدمة تنظيف موكيت مساجد بالدمام نموذجًا ذكيًّا، حيث:

    • تستخدم ماكينات الهوت شوت الأمريكية التي تعمل بنظام الحقن والاستخلاص، فتقلل هدر المياه بنسبة تصل إلى 60%.
    • تُفعّل أجهزة تجفيف كهربائية فقط عند الضرورة، لتقليل استهلاك الطاقة.
    • تُدرّب الفرق على تجنّب غسيل السجاد في الأيام ذات الرطوبة العالية.
 

استهلاك الطاقة: بين التكييف والتعقيم

استهلاك الكهرباء في تنظيف المساجد يتركّز في:

 
  • تشغيل ماكينات البخار والجلي.
  • تشغيل أجهزة التعقيم (أوزون، أشعة فوق بنفسجية).
  • تشغيل معدات التجفيف والتهوية.
 

في الرياض، حيث ترتفع درجات الحرارة صيفًا، يزداد استهلاك الكهرباء في تشغيل المكيفات أثناء التنظيف. لذلك، تُفضّل شركات مثل العمل ليلاً، عندما تكون درجات الحرارة أقل، مما يقلل الحمل على أنظمة التبريد.

 

أما في الدمام، فإن أجهزة الأوزون وأجهزة التجفيف تُستخدم بشكل متكرر لمكافحة العفن، ما يرفع استهلاك الطاقة. لكن خدمة

  • أجهزة أوزون منخفضة الاستهلاك.
  • جدولة التعقيم في أوقات الذروة المنخفضة للكهرباء.
  • استخدام معدات موفرة للطاقة معتمدة من الجهات المختصة.
 

مقارنة رقمية: ما الفرق الحقيقي؟

وفقًا لبيانات من شركتي زاد السعودية:

 
 
 
 
متوسط استهلاك المياه لمسجد 800 م²
120 لترًا
180 لترًا
متوسط استهلاك الكهرباء (كيلوواط/ساعة)
8.5
11.2
الوقت اللازم لتجفيف السجاد
4–5 ساعات
3–4 ساعات
عدد زيارات التنظيف الشهرية (لنفس الحجم)
4
5

الاختلاف يعود إلى طبيعة المناخ، لكن كلا المدينتين تتجهان نحو الكفاءة، لا الكم.

 

خلاصة: النظافة المستدامة = عبادة مسؤولة

الهدف من دراسة استهلاك الطاقة والمياه ليس التقليل من الجودة، بل تحقيق التوازن بين النظافة والمسؤولية. فالمصلّي لا يهمه كم لترًا استُخدم، بل يهمه أن يجد المسجد نظيفًا، جافًّا، وخالٍ من الروائح—وذلك ممكن دون إسراف.

 

وباختيار جهات توازن بين الإتقان والاقتصاد—مثل **—يضمن القائمون على بيوت الله أن الخدمة ستكون فعّالة، مستدامة، ومحفّزة على العبادة.

 

فليكن كل قطرة ماء، وكل كيلوواط ساعة—استثمارًا في طهارة بيوت الله، وراحة المصلين، ورضا الرحمن.

 


   
Quote
Share: